الجمعة , 29 مارس 2024

ما أشبه اليوم بالبارحة..

ما أشبه اليوم بالبارحة.. عندما قامت ثورة 23 يوليو عام 1952 وقف الشعب المصري فى تلاحم مع جيشه فى صورة تعبر عن ثقة المصريين الكاملة فى رجال القوات المسلحة، وخرجت الجماهير الشعبية تهتف بأسمائهم وعلى رأسهم الزعيم جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة المصرية… وضرب الشعب المثل فى الجد والاجتهاد لشعورهم بالروح الجديدة الشابة التى تناغمت مع الشعور الوطني المصري، وظهرت ملامح التغيير في تفاصيل الحياة للمصريين، وبدأت النهضة الحديثة لتشمل كل المجالات الزراعية والصناعية والتجارية… لكن هناك من يستشعر الخطر على نفسه من هذه القوة بل وهذه النهضة التى دوت بصداها فى كل البلاد العربية خاصة والعالمية عامة؛ فعمل أصحاب النوايا الخبيثة على الفرقة بين الشعب وجيشه من جهة وقيادته من جهة أخرى؛ فكان للجماعات المتأسلمة محاولة للسيطرة على الثورة الشابة وإظهار أنفسهم كمشارين فى نجاح الثورة ولما رفض مجلس قيادة الثورة المصرية ذلك لأنهم وحسب قول الزعيم الراحل محمد أنور السادات فى أحد خطاباته أن الإخوان المسلمين خافوا وجبنوا على مساعدة رجال الجيش المصري قبل بدء الثورة فكان عملهم على تثبيط الهمم وبث الفرقة ونشر حالة من الفوضى من جهة وتشويه الثورة من جهة أخرى.. ولم يكن هذا الاتجاه الوحيد صاحب المصلحة فى إفشال الثورة بل كان للانجليز كمحتلين دور كبير في تحريض الرأسمالية الوطنية على عدم التعاون مع القيادة المصرية الجديدة فعملوا على الضغط على الشعب اقتصاديا فى محاولة لإضعافه ماليا حتى ينتشر بينهم من يقارن بين الحالة الاقتصادية قبل وبعد ثورة الشعب المصري فنجد من يقول (ولا يوم من أيام الملك) بل يصل الأمر إلى تفضيل الاحتلال الإنجليزي على الحرية وهو الأمر الذي لم يقبله العقلاء من أبناء الشعب وظهرت المؤامرة بين المحتل الذي يسهل للمتآمرين مصالحهم خارج مصر خاصة فى أوروبا وتعويض عن أي تكلفة أوخسارة مقابل الضغوط المستمرة على الشعب ليخرج غاضبا من تردي الأوضاع الاقتصادية… واستمر هذا الحال فى سجال ومحاولة مستميتة من الزعيم جمال عبد الناصر لاستيعاب كل فصائل الشعب ولتظل الثورة بيضاء ولكن دون جدوى وقد قالها أكثر من مرة أن صبره أوشك على النفاد حتى حدث ما لم يكن في الحسبان وهو محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى المنشية بالإسكندرية فكانت غضبته من القوة التى جمعهم جمعة واحدة… والجميل أن الدولة استقرت وبدأ الشعب والزعيم مسيرتهما وشعر الجميع بالنهضة فى كل المجالات وانطلق التعمير و البناء والتطوير علميا وعمليا… فهل ترى من شبه قريب بين ما نتحدث عنه والأحداث الجارية ولذلك نقول لهم إحذروا غضب الرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *